مدرسة ابن خلدون الخاصة
مدرسة ابن خلدون الخاصة ترحب بالزائرين
مدرسة ابن خلدون الخاصة
مدرسة ابن خلدون الخاصة ترحب بالزائرين
مدرسة ابن خلدون الخاصة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدرسة ابن خلدون الخاصة

الأفضل لمستقبل أفضل
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 درس الصعاليك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
firas sael

firas sael


عدد المساهمات : 133
تاريخ التسجيل : 20/02/2012
العمر : 28
الموقع : الامارات - عجمان

درس الصعاليك Empty
مُساهمةموضوع: درس الصعاليك   درس الصعاليك Emptyالإثنين فبراير 20, 2012 9:27 pm

مفهوم الصعلكة : لغةً تعني الفقر ، و بالرجوع لمعجم لسان العرب الصعلوك بأنه "الفقير الذي لا مال له ، وزاد الأزهري ، ولا اعتماد ، وقد تصعلك الرجل أي افتقر ".
لكن نجد أن هذا التعريف لا يستوفي دلالة الفظ الذي نحن بصدده
اصطلاحاً : الصعاليك في عرف التاريخ الأدبي هم جماعة من مخالفين العرب الخارجين عن طاعة رؤساء قبائلهم .. وقد تطورت دلالة هذا المصطلح بحيث أصبح يدل على طائفة من الشعراء ممن كانوا يمتهنون الغزو والسلب والنهب .
والصعلكة ظاهرة اجتماعية برزت على هامش الحياة الجاهلية كرد فعل لبعض العادات و الممارسات ، و استمرت الصعلكة ردحاً من الزمن
و بذلك يتضح لنا أن الصعاليك ينقسمون إلى ثلاث طوائف وهم :


◄الطائفة الاولى (أغربة العرب)

كان البعض من العرب يأنفون من إلحاق أبنائهم (أبناء الحبشيات السود) من الإماء بنسبهم وينبذونهم ، فكانوا يتمردون على ذويهم و يخرجون إلى الصحراء ، مثل / السُّليك بن السُّلة ، وتأبط شراً ، و الشنفرى .

◄الطائفة الثانية (الخلعاء)

تتكون من تلك الزمرة الخارجة على أعراف القبيلة و المتمردة على مواضعاتها و المنتهكة لمواثيقها ، وقد تخلت عنهم قبائلهم لما ارتكبوه من جرائم وحماقات ، وهؤلاء كانت تخلعهم قبائلهم ، مثل / حاجز الأزدي ، وقيس بن الحدادية ، وأبي الطمحان القيني ..

◄الطائفة الثالثة (المحترفون)

فئة احترفت الصعلكة احترافاً وحولتها إلى ما يفوق الفروسية من خلال الأعمال الإيجابية التي كانوا يقومون بها ، وهذه الطائفة كانت تضم أفراداً و قبائل مثل / عروة بن العبسي وقبيلتي "فهم" و "هذيل" اللتين كانتا تنزلان بالقرب من الطائف ومكة
فيمكنني أقول وبشكل عام أن الصعاليك :

هم جماعة من الفقراء اللصوص ، انتشروا في الجزيرة العربية خرجوا عن طاعة رؤساء قبائلهم ولم يخضعوا للأعراف القبلية بل تمرّدوا عليها ، ولم يتقيدوا بالتزام القبيلة أو محالفاتها لقبائل أخرى أو تعرض القبيلة لأخطار جسيمة .
، وإلى ذلك عرف هؤلاء الصعاليك الشعراء بجرأتهم وإقدامهم على اقتحام المهالك ويمتازون بالشجاعة والصبر وسرعة العدو فكانوا من العدّائين الذين لا يجارون في سرعة عدوهم ، فالحياة والموت سواء في نظرهم و كانوا يغيرون على البدو والحضر ، ويقطعون الطريق ويغيرون على القوافل فيقتلون و يسلبون فيسرعون في النهب ; لذلك يتردد في شعرهم صيحات الجزع والفقر والثورة وكانوا يغزون على أقدامهم فإذا عدوا فاتوا مطارديهم فلم يدركوهم ، وكانوا يقولون الشعر الذي يصوّر أحوالهم ، وكان الصعاليك يجتمعون معاً في بعض الأحيان في غزو بعض القبائل .

، فقد كانوا يعطفون على الفقراء والمساكين ، وكثيراً ما كان هدف الغزوة توزيع الغنائم على ذوي الحاجة . و توجه غزواتهم عادةً إلى الأغنياء و البخلاء .

وحين نرجع إلى أخبار الصعاليك نجدها حافلة بالحديث عن الفقر ، فكل الصعاليك فقراء لا نستثني منهم أحداً حتى عروة بن الورد سيد الصعاليك الذين كانوا يلجئون إليه كلما قست عليهم الحياة ليجدوا مأوى حتى يستغنوا ، فالرواة يذكرون انه كان صعلوكا فقيرا مثلهم
عاش الصعاليك
خارج قبائلهم وقطعوا كل أمل بالعدالة الاجتماعية ، وقطعوا كل صلة مع أهلهم وقبيلتهم . وآمنوا بأنهم ظلموا في بلاد تسودها القسوة والظلم . فحقدوا على القبيلة وأفرادها وعلى أصحاب الثروة والمال . فملأوا الصحاري رعباً وهولاً ، ورفعوا علم الصعلكة عالياً ، وسبيل غايتهم استخدموا الوسائل المشروعة وغير المشروعة .
فسلاح صعلكتهم
قوة الجسم وقوة النفس ، ومع كل ذلك كانوا ذو نزعة إنسانية ، فقد كانوا يعطفون على الفقراء والمساكين ، وكثيراً ما كان هدف الغزوة توزيع الغنائم على ذوي الحاجة . و توجه غزواتهم عادةً إلى الأغنياء و البخلاء ، فكانوا إذا أغاروا على قوم و استاقوا النعم وظفروا بالمال قاموا بتفريق ما سلبوه على الفقراء أمثالهم ، ومنهم من تحامى الإغارة على قومه والتزم الإغارة على غيرهم . وتروى حول هؤلاء الصعاليك أخبار هي أدنى إلى الأساطير لشدة غرابتها .
في هذه الصفحه سنتنااول منهم الشعراء الصعاليك

وسيتم ذكر بعض من اسماء هؤلاء الشعراء ثم في
الصفحات التاليه سيتم تراجم لبعض شعراء الصعاليك ومن هؤلاء الشعراء:


●عروة بن الورد العبسي توفي نحو 596 م .
●ثابت بن جابر الفهمي(تأبط شراً) توفي نحو 535 م.
●ثابت بن أوس الأزدي (الشنفرى) توفي نحو525م قبل الهجرة .
●السليك بن السلكة من بنى مقاعس توفي نحو 605 م
●الحارث بن ظالم المري توفي نحو 600 م .
●قيس بن الحدادية من خزاعة توفي قبيل الإسلام .
●حاجز بن عوف الأزدي توفي قبيل الإسلام .
●فرعان بن الأعرف(أبو منازل السعدي)من بني تميم .
●الخطيم بن نويرة عاش في صدر الإسلام .
●القتال الكلابي من بني عامر بن صعصعة توفي نحو 66 هـ
●فضالة بن شريك الأسدي - توفي عام 64 هـ .
●صخر الغي من هذيل توفي في صدر الإسلام .
●حبيب بن عبدالله الهذلي (الأعلم الهذلي) اخو صخر الغي الهذلي
●عمرو بن براق
●المنتشر بن وهب الباهلي
●أوفى بن مطر المازني


في هذه الصفحه نُلقي الضوء فيها على حياة

الشاعر عُرْوَة بن الورد العبسيّ، الصعلوك الأمير الشريف

هو عروة بن الورد ابن زيد بن عبد الله بن ناشب بن هريم بن لديم بن عوذ ، من قبيلة مضر ، شاعر
من شعراء الجاهلية وأحد فرسانها وكرماءها وصعاليكها الشجعان ، وكان يلقب بعروة الصعاليك ،
ذلك أنه كان يجمعهم ويهتم بشؤنهم ويغزي بهم فيكسب لهم .

الشاعر عُرْوَة بن الورد نراه من الشعراء الذين حياتهم فيها مفارقة كبيرة
ومفارقة اجتماعية، لأنه كان من أشراف العرب ومن أسياد العرب؛
فكان أبوه من شجعان قبيلته وأشرافهم، ومن ثَمّ كان له دور بارز في حرب داحس والغبراء. ولكن هذا الشرف الأبوي، نراه يقابل
بإحساس بالضِّعة من جهة أخرى. فإننا نرى عُرْوَة بن الورد كان يشعر بالضِّعة من نسبه لأمّه، لأنها قيل إنها كانت من نَهْد من قُضاعة،
وهي عشيرة وضيعة لم تعرف بشرف ولا خطر، فآذى ذلك نفسه إذ
أحس في أعماقه من قِبَلها بعار لا يُمحى.
وطبعاً هذا إحساس جاهلي، وأحكام جاهلية، من عشيرة قليلة من عشيرة فقيرة. الإسلام لا يُفرّق بين
غنيّ أو فقير، ولا بين أبناء البشر، إلاّ بالتقوى، كما قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
هذا المنطق الإلهي، وهذا المعيار الإسلامي في التفرقة بين الناس، لم يكن
متوفِّراً في العصر الجاهلي. وإنما عُرْوَة بن الورد العبسي، رأينا أنّ أباه من أشراف قبيلته، ولكن أمه
كانت من عشيرة وضيعة، ولذلك أحس بالعار؛ وهذا شيء خطير. فيقول:
وما بِي من عارٍ إِخالُ علمتُهُ
سِوَى أنَّ أخوالي إذا نُسِبوا نَهْدُ

يعني: كأنه كان يحسّ بالعار من جهة أخواله، فيرى أنّ أمه هي عارُه. طبعاً
هذا شيء غير مقبول، ولكن هذه هي حياته، وهذه حقيقته. فكان يعدّها هي العار الذي حلَّت البلية عليه
منه، والذي دفعه دفعاً إلى الثورة على الأغنياء. وكأن هذا الإحساس كان من أسباب احتراف الصعلكة.
وهي ثورة كانت مهذََّبة، يعني: كان عروة صعلوكاً مهذَّباً لأنه لم يتحوّل إلى سافك دماء مثل غيره، ولا
إلى متشرِّد يرود مجاهل الصحراء. فقبيلته لم تَخلعه، بل ظلّ ينزل فيها مرموق الجانب، لأنه كان محمود
السيرة. وقد اتّخذ من صعلكته باباً من أبواب المروءة والتعاون الاجتماعي، بينه وبين فقراء قبيلته وضعفائها.
وكتاب: "الشعراء الصعاليك" للأستاذ الدكتور يوسف خُليف،
من أكثر الكتب التي بحثت هذه الظاهرة، ظاهرة الصعلكة، بمناهجها وقضاياها وفلسفتها وأفكارها، ولذلك سُمِّي عُرْوَة ولُقب بـ"عروة الصعاليك"
لأنه جمعهم وقام بأمرهم إذا أَخْفقوا في غزواتهم وإذا ضاقت بهم الدنيا.
و جاء في "الأغاني":
أنّ عُرْوَة بن الورد كان إذا أصابت الناس أزمة جدب شديدة، وتركوا في دارهم المريض والكبير
والضعيف، يجمع أشباه هؤلاء الناس من عشيرته في شدة، ثم يحفر لهم الأسراب، وأيضا يأتي لهم
بالأماكن المناسبة التي تحميهم، حتى يبرأ المريض من مرضه أو الضعيف تعود إليه قوته. ويجعل
لأصحاب الباقين نصيباً حتى إذا أخصب الناس وأَلْبَنوا وذهب الجدب، ألحق كلَّ إنسان بأهله، وقسَّم له
نصيبه من غنيمة إن كانوا غنموها، إلى أخر هذا...
وهذا يدل على دور اجتماعي كان يقوم به عُرْوَة بن الورد العبسي، وهو في أيام الجدب وأيام الضنك
وأيام السيول والجفاف، كان يأتي بالمحتاجين والفقراء والمرضى ويجمعهم وينفق عليهم، فكأنه قام بما
نسمّيه: التكافل الاجتماعي في هذه الأيام.
وعروة بذلك -كما يقول الدكتور شوقي ضيف-
بذلك كله يعبّر عن نفس كبيرة. فهو لا يغزو للغزو والنهب والسلب كالشَّنْفَرى وتأبَّط شرَّا، وإنما يغزو
ليُعين الهلاّك والفقراء والمرضى والمُستضعفين من قبيلته.
والطريف في منهجه:
أنه لم يكن يُغير على كريم يبذل مالَه للناس. كما قلت: لم يكن يُغير على الكرماء، ولا على الأجواد، بل
كان يتخيَّر لغارته مَن عُرفوا بالشّحّ والبخل، ومن لا يمدّون يد العون للمحتاجين في قبائلهم، فلا
يَرعْون ضعفاً ولا قرابة ولا حقاً من حقوق أقوامهم، فكان يميّز بين مَن يُغير عليه ليأخذ ماله. الكريم
الجواد لا يقترب منه، أما البخيل الشحيح الذي لا يرعى ضعفاً ولا قرابة ولا حقاً فكان يُغير عليه. وبذلك
كلّه تصبح الصعلكة عند عُرْوَة ضرباً من ضروب النبل الخلقي، وكأنها أصبحت صنواً للفروسية، بل
لعلّها تتقدّمها في هذه الناحية من التضامن الاجتماعي بين الصعلوك والمُعوِزين في قبيلته.
وأيضاً من منهج عروة:
أنه كان لا يُؤثِر نفسه بشيء على مَن يرعاهم من صعاليكه، بل يأخذ مثلهم تماماً قليلاً أو كثيراً، فلهم
مثل حظّه، غزوْا معه أو قعَد بهم المرض أو الضعف. وهو بذلك يضرب مثالاً رفيعاً في الرحمة والشفقة والبذل والإيثار.
وهو نأخذ نموذجاً من شِعْره يدل على ذلك وأبياتاً مشهورة، ولكنها تدل على
منهجه عندما يقول:

إنِّي امْرُؤٌ عافَى إنائِيَ شركةٌ
وأنتَ امْرُؤٌ عافى إناءَك واحدُ

أتهزأُ منِّي أن سَمِنْتَ وأنْ ترى
بجِسْمي شُحوبَ الحقَّ والحقُّ جاهدُ

أُفَرِّقُ جِسْمي في جسومٍ كثيرةٍ
وأَحسُو قَراح الماءِ والماءُ باردُ

نتأمّل البيت الأخير، فنجد صدىً طيّباً عاطراً لهذه السجايا وتلك الخلال، وشهادات يشهد بها كبار القوم لعروة.
فقد كانت قبيلته تأتمّ به في خِلاله وخصاله،
وحتى معاوية في العصر الأموي كان يعجب بسيرة عروة، ويقول: "لو كان لعروة بن الورد ولد، لأحببت أن أتزوج إليه".
أمّا عبد الملك بن مروان، الخليفة الأموي ومؤسس الدولة الأموية الثانية، كان يقول: "من زعم أنّ حاتماً أسمح الناس، فقد ظلم عُرْوَة بن الورد".
وكان يقول أيضا: "ما يسرّني أنّ أحداً من العرب ولدني ممّن لم يلِدْني إلاّ عروة بن الورد".فكأنه يتمنّى أن يكون هو من أحفاد عروة.
فهذه شهادة عظيمة وشعور قويّ ممّا يدل على أن الفعل الجميل يظلّ مؤثِّراً في الناس.
ونرى أنّ عروة يعبّر عن معنى إنساني رفيع، إذ تعرَّض له بعض أصحابه يَعيبه بأنه مضمر هزيل
شاحب اللون، فقال له: إنني يشركني كثير من العُفاة والسائلين ذوي الحاجة في إنائي وطعامي، أما أنت
فلا يشترك معك أحد، ولا تقبل من أحد الشركة، ولذلك سمنتَ. أما أنا فأصبحت ضامراً نحيلاً. وما
شُحوب وجهي إلاّ من آثار نهوضي بحقوق هؤلاء المحتاجين والمُعوِزين. فلست أنا الخليق بالهزء
والسخرية، إنما الخليق بذلك البطين والسمين! ثم قال أنا أقسم طعامي بيني وبين الفقراء، أو بعبارة
أدق: أنا أقسم جسمي في جسومهم. وهذه شهادة لعروة.

ونرى أنه كان صعلوكاً شريفاً، وأنه استطاع أن يرفع الصعلكة، وأن يجعلها ضرباً من ضروب السيادة
والمروءة؛ إذ كان يستشعر في قوة فكرة التضامن الاجتماعي، وما يُطوى فيها من إيثار، وبر بالفقراء،
وهو لا يسعى على نفسه فحسب، وإنما يسعى قبل كل شيء للمُعوِزين ومن عشيرته، حتى يدفع عنهم
كلّ ما يجدون من بؤس وشقاء. وهو أبيات قليلة يُصوِّر فيها ذلك الصعلوك الشريف، فيقول:

لحا اللهُ صعلوكا إذا جَنَّ ليلُهُ
مُصافِ المُشاش آلِفا كَلَّ مَجْزَرِ

يَعُدُّ الغِنى مِنْ دهره كلَّ ليلةٍ
أصاب قِراها من صَديقٍ مُيَسَّرِ

ينام عِشاءً ثُمَّ يُصبح قاعداً
يَحُثُّ الحصى عن جنبه المُتَعَفِّر

يعينُ نساءَ الحي ما يَسْتَعِنَّه
فيُضحي طَلِيحاً كالبعير المُحَسَّرِ

ثم يقول:

وللهِ صعلوكٌ صحيفةُ وجهِهِ
كضوءِ شهاب القابِس المُتَنَوِّر

مُطِلَّا على أعدائه يَزْجُرُونه
بساحتهم زَجْر المَنِيحِ المُشَهَّر

وإن بَعُدوا لاَ يأمنون اقْترابه
تَشَّوف أهل الغائب المُتَنَظَّرِ

فذلك إنْ يلْقَ المَنِيَّةَ يَلْقَها
حميدا وإن يستغن يوماً فأَجْدِر


كان يكره الفقر كراهية تملؤها المرارة لأن نظرة الناس إلى الفقير فيها ازدراء
واحتقار واستهانة، فيسعى إلى الغنى لأن الناس تقدر الغني وتوقره.
يقول في ذلك:

دعـيني للغنى أسعـى فـإني

رأيت الناس شرهـم الفقيـر

وأبعـدهم وأهـونهم عليهم

وإن أمسى له حسبٌ وخيـرُ

ويُلفى ذو الغنى وله جلالً

يكــاد فـؤاد صـاحبه يـطيــر

قـليـلٌ ذنبُـه والـذنبُ جــــمٌ

ولـكـن للغِـنى ربٌّ غـفـــــور

لذلك كان يلقي بنفسه في مهاوي الردى مغيراً على أعدائه، ليرجع إلى قومه
وأهله غنياً فيغنيهم، يقول مخاطباً زوجته التي تحثه على حفظ ماله والبقاء بين أهله:

ذريني أطــوف فـي البلاد لعـلني

أخليك أو أغنيك عن سوء محضري

فـإن فــاز سهم للمنيـة لـم أكــــن

جزوعـاً وهل عن ذاك مـن متـأخـــر

وإن فاز سهمي كفّكم عن مقاعد

لكــم خلـف أدبـار البيـوت ومـنظـــر

كانت نفسه الأبيّة ترفض أن تتضاءل أمام غني يداريه الناس ويتقربون إليه، بل
ربما كان موقف الناس من الغني أحد الدوافع القوية التي تهيب به إلى سلوك سبل المخاطر لأن في
المال دعماً لقوة النفس كما يقول:

ومن يكُ مثلي ذا عيالٍ ومقتراً

من المالِ يطرح نفسه كل مطرح

ليبلغ عذراً، أو يصيب رَغيبة

ومبلـغُ نفسٍ عـذرهـا مثـل منجح


ويقول:

فلَلموتُ خيرٌ للفتى من حياته

فقيراً، ومن مولى تـدِبُّ عقـاربـه

وسائلـةٍ أيـنَ الرحيـلُ وسائلٍ

ومن يسألُ الصعلوك أين مذاهبُه

مذاهبُـه أن الفجـاج عريضـة

إذا ضـنّ عـنــه بـالفَعــال أقـاربُــه

وفي المال كذلك إغناء للأهل والجيران:

فــإذا غَـنيتُ فــإن جــاري نيلـه

من نائلي وميسّري معهـودُ

وإذا افتقرتُ فلن أرى متخشعاً

لأخي غِنىً، معروفُه مكدود

ويقــــول:

هـــــــــلا سـألـــتَ بني عـيلانَ كلهم

عند السنينَ إذا ما هبت الريحُ

قدحانِ: قدحُ عيال الحي إذ شبعـوا

وآخر لذوي الجيـران ممنـوحُ

ومن علامات الكرم وأماراته أن يلقى ضيفه بأسارير منبسطة ووجه مسفر،
ويؤنسه بالحديث:

سَلي الطارق المعترّ يا أم مالك

إذا ما أتاني بين قدري ومجزري

أيسفر وجهي أنه أول القِــرى

وأبـذلُ معروفي لــه دون منكـري

ويقـــول:


فراشي فراشُ الضيف والبيتُ بيته

ولم يُلْهني عنــه غزالٌ مُقَنع

أحدّثُــه إن الحديـث مـــن القـــــرى

وتعلم نفسي أنه سوف يهجع

وقال ابن الأعرابي: أجدب ناسٌ من بني عبس في سنة (يعني سنة قحط)
أصابتهم فأهلكت أموالهم وأصابهم جوع شديد وبؤس، فأتوا عروة بن الورد فجلسوا أمام بيته، فلما بصروا به صرخوا وقالوا:
ياأبا الصعاليك أغثنا فرقّ لهم وخرج ليغزو بهم ويصيب معاشاً، فنهته امرأته لما تخوفت عليه من
الهلاك، فعصاها وخرج غازياً، فمر بمالك الفزاري فسأله أين يريد فأخبره،
فأمر له بجزور (بعير) فنحرها فأكلوا منها، وأشار عليه مالك أن يرجع فعصاه ومضى حتى انتهى إلى
بلاد بني القين فأغار عليهم، فأصاب هجمة (الهجمة من الإبل قريب من المائة) عاد بها على نفسه وأصحابه، وقال في ذلك:

أرى أم حسان الغداة تلومني

تخوفني الأعداء والنفس أخوف

تقول سليمى لو أقمتَ لسرنا

ولم تدر أني للمقام أطوف

لعل الذي خوفتنا من أمامنا

يصادفه في أهله المتخوف

وقـــــال:

أقيموا بني لُبنى صدور ركابكم

فكل منايا النفس خيرٌ من الهزل

فإنكم لن تبلغوا كل همتي

ولا أربي حتى تروا منبت الأثل

لعل ارتيادي في البلاد وحيلتي

وشدي حيازيم المطية بالرحل

سيدفعني يوماً إلى رب هجمة

يدافع عنها بالعقوق والبخل


خبر عروة مع سلمى
سببته وفداء أهلها بها:

أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثني محمد
بن يحيى قال حدثني عبد العزيز بن عمران الزهري عن عامر بن جابر قال: أغار عروة بن الورد على
مزينة فأصاب منهم امرأة" من كنانة ناكحاً، فاستاقها ورجع وهو يقول:

تبغ عدياً حيث حـلـت ديارهـا
وأبناء عوف في القرون الأوائل

فإلا أنل أوساً فإني حسـبـهـا
الأدغال من ذي السلائل

ثم أقبل سائراً حتى نزل ببني النضير، فلما رأوها أعجبتهم فسقوه الخمر، ثم
استوهبوها منه قوهبها لهم، وكان لا يمس النساء، فلما أصبح وصحا ندم فقال:

سقوني الخمر ثم تكنفوني

الأبيات: قال: وجلاها النبي صلى الله عليه وسلم مع من جلا من بني النصيروذكر أبو عمرو الشيباني من خبر
عروة بن الورد وسلمى هذه أنه أصاب امرأة" من بني كنانة
بكراً يقال لها أنها أرغب الناس فيه، وهب تقول له: لو حججت بي فأمر على أهلي وأراهم! فحج بها،
فأتى مكة ثم أتى المدينة، وكان يخالط من أهل يثرب بني النضير فيقرضونه إن احتاج ويبايعهم إذا غنم،
وكان قومها يخالطون بني النضير، فأتوهم وهو عندهم؛ فقالت لهم سلمى: إنه خارج بي قبل أن يخرج
الشهر الحرام، فتعالوا إليه وأخبروه أنكم تستحيون أن نكون امرأة منكم معروفة النسب صحيحته
سبية"، وافتدوني منه فإنه لا يرى أني أفارقه ولا أختار عليه أحداً، فأتوه فسقوه الشراب، فلما ثمل
قالوا له: فادنا بصاحبتنا فإنها وسيطة النسب فينا معروفة، وإن علينا سبة" أن تكون سبية، فإذا صارت
إلينا وأردت معاودتها فاخطبها إلينا فإننا ننكحك؛ فقال لهم:
ذاك لكم، ولكن لي الشرط فيها أن تخيروها، فإن اختارتني انطلقت معي إلى ولدها وإن اختارتكم انطلقتم بها؛
قالوا: ذاك لك؛ قال: دعوني أله بها
الليلة وأفادها غداً، فلما كان الغد جاءوه فامتنع من فدائها؛
فقالوا له: قد فاديتنا بها منذ البارحة، وشهد عليه بذلك جماعة ممن حضر،
فلم يقدر على الامتناع وفاداها، فلما فادوه بها خيروها فاختارت أهلها،
ثم أقبلت عليه فقالت: ياعروة أما إني أقول فيك وإن فارقتك الحق: والله ماأعلم امرأة من العرب ألقت
سترها على بعل خيرٍ منك وأغض طرفاً وأقل فحشاً وأجود يداً وأحمى لحقيقة؛ وما مر علي يوم منذ كنت
عندك إلا والموت فيه أحب إلي من الحياة بين قومك، لأني لم أكن أشاء أن أسمع امرأة من قومك
تقول: قالت أمة عروة كذا وكذا إلا سمعته؛ ووالله لا أنظر في وجه غطفانية أبداً، فارجع راشداً إلى
ولدك وأحسن إليهم. فقال عروة في ذلك:

أرقت وصحبتي بمضيق عمق
لبرق مـن تهامـة مستطيـر

إذا قلتُ استَهَـلّ علـى قديـدٍ
يحور ربابه حـور الكسيـر

تكشف عائـذ بلقـاء تنفـي
ذكور الخيل عن ولد شفـور

سقى سلمى وأين ديار سلمى
إذا حلّتْ مُجاورة َ السرير

إذا حلّتْ بأرضِ بنـي علـيّ
وأهلي بيـن زامـرة وكيـر

ذكرت منازلاً مـن أم وهـب
محل الحي أسفل ذي النقيـر

وأحدث معهد مـن أم وهـب
معرسنا بدار نبي بني النضير

أطَعتُ الآمِرينَ بصَرْمِ سَلمـى
فطاروا في عراه اليستعـور

سَقَوْني النَّسءَ، ثم تكنّفونـي
عُداة ُ اللَّهِ مـن كـذِبٍ وزُورِ

وقالوا ليس بعد فداء سلمـى
بمُغْنٍ، مـا لديـكَ، ولا فقيـر

ولا وأبيك لو كاليـوم أمـري
ومن لكَ بالتَدَبُّرِ فـي الأمـورِ

إذاً لمَلَكْتُ عِصْمـة َ أُمّ وَهْـبٍ
على ما كان من حسك الصدور

فيا للناس كيف غلبت نفسـي
على شيءٍ، ويكرهُهُ ضميري

ألا يا ليتَني عاصَيـتُ طَلْقـاً
وجباراً ومن لي مـن أميـر

وأخبرني علي بن سليمان الأخفش عن ثعلب عن ابن الأعرابي بهذه الحكاية
كما ذكر أبو عمرو، وقال فيها: إن قومها أغلوا بها الفداء، وكان معه طلق وجبار أخوه وابن عمه،
فقالا له: والله لئن قبلت ما أعطوك لا تفتقر أبداً، وأنت على النساء قادر متى شئت، وكان قد سكر
فأجاب إلى فدائها، فلما صحا ندم فشهدوا عليه بالفداء فلم يقدر على الامتناع. وجاءت سلمى تثني عليه
فقالت: والله إنك ما علمت لضحوك مقبلاً كسوب مدبراً خفيف على متن الفرس ثقيل على العدو طويل
العماد كثير الرماد راضي الأهل والجانب، فاستوص ببنيك خيراً، ثم فارقته.

تحـن إلـى سلمـى بحـر بلادهـا
وأنت عليهـا بالمـلا كنـت أقـدر

تحِلّ بـوادٍ، مـن كَـراءٍ، مَضَلّـة
ٍتحاولُ سلمى أن أهـابَ وأحصَـرا

وكيف تُرَجّيها، وقد حِيـلَ دونهـا
وقد جاورت حيّـاً بتَيمـن مُنكـرا

تبغّانـيَ الأعْـداءُ إمّـا إلــى دَم
ٍوإما عـراض الساعديـن مصـدرا

يظلّ الأبـاءُ ساقطـاً فـوقَ مَتنِـهِ
له العَدْوَة ُ الأولى ، إذا القِرْنُ أصحرا

كـأنّ خَـواتَ الرعـدِ رزءُ زئيـره
من اللاء يسكـن العريـن بعثـرا

إذا نحـن أبردنـا وردت ركابـنـا
وعنّ لنا، من أمرنـا، مـا تَيَسّـرا

بدا لك منـي عنـد ذاك صريمتـي
وصبري إذا ما الشيء ولى فأدبـرا

وما أنس مالأشياء لا أنـس قولهـا
لجارتهـا مـا إن يعيـش بأحـورا

لعلّكِ، يومـاً، أن تُسِـرّي نَدامَـة
ًعلي بما حشمتني يـوم غضـورا

فغربت إن لم تخبريهـم فـلا أرى
لي اليوم أدنى منك علمـاً وأخبـرا

قعيدَكِ، عمـرَ الله، هـل تَعلميننـي
كريماً، إذا اسوَدّ الأنامـلُ، أزهـرا

صبوراً على رزء الموالي وحافظـاً
لعرضي حتى يؤكل النبت أخضـرا

أقـب ومخمـاص الشتـاء مـرزأ
إذا اغبـر أولاد الأذلــة أسـفـرا

أغار مع جماعة من قومه على رجل فأخذ إبله وامرأته ثم اختلف معهم فهجاهم:

فزعموا أن الله عز وجل قيض له وهو مع قوم من هلاك عشيرته في شتاءٍ شديد ناقتين دهماوين، فنحر
لهم إحداهما وحمل متاعهم وضعفاءهم على الأخرى، وجعل ينتقل بهم من مكان إلى مكان، وكان بين
النقرة والربذة فنزل بهم مابينهما بموضع يقال له: ماوان. ثم إن الله عز وج قيض له رجلاً صاحب مائةٍ
من الإبل قد فر بها من حقوق قومه- وذلك أول ما ألبن الناس-فقتله وأخذ إبله وامرأته، وكانت من
أحسن النساء، فأتى بالإبل أصحاب الكنيف فحلبها لهم وحملهم عليها، حتى إذا دنوا من عشيرتهم أقبل
يقسمها بينهم وأخذ مثل نصيب أحدهم، فقالوا: لا واللات والعزى لا نرضى حتى نجعل المرأة نصيباً فمن
شاء أخذها، فجعل يهم بأن يحمل عليهم فيقتلهم وينتزع الإبل منهم، ثم يذكر أنهم صنيعته وأنه إن فعل
ذلك أفسد ما كان يصنع، فأفكر طويلاً ثم أجابهم إلى أن يرد عليهم الإبل إلا راحلة يحمل عليها المرأة
حتى يلحق بأهله، فأبوا ذلك عليه، حتى انتدب رجل منهم فجعل له راحلة من نصيبه؛ فقال عروة في ذلك
قصيدته التي أولها:


ألا إنّ أصحابَ الكنيفِ وجدتُهـم
كما الناس لما أخصبوا وتمولوا

وإنّـي لمَدفـوعٌ إلـيّ ولاؤهـم
بماوان إذ نمشـي وإذ نتملمـل

وإذ ما يريح الحي صرماء جونة
ينوسُ عليها رحلُها مـا يحلّـل

موقَّعة ُ الصَّفقينِ، حدباء، شارف
ٌتقيـد أحيانـاً لديهـم وترحـل

عليها من الوِلدانِ ما قد رأيتُـمُ
وتمشي، بجَنبيها، أراملُ عُيَّـل

وقلت لها يـا أم بيضـاء فتيـة
طعامُهُمُ، من القُـدورِ، المعجَّـل

مضيغ من النيب المسان ومسخن
من الماء نعلوه بآخر مـن عـل

فإني وأياهم كـذي الأم أرهنـت
له ماء عينيها، تفَـدّي وتَحمِـل

فلمـا ترجـت نفعـه وشبابـه
أتت دونها أخرى جديداً تكحـل

فباتَتْ لحدّ المِرفَقَيـنِ كلَيهمـا
تخير من أمرين ليسـا بغبطـة

هو الثّكلُ، إلاّ أنهـا قـد تجمَّـل
كليلة ِ شيباء التي لستَ

، إذ منّ، ما مـنّ، قِرمِـل
أقول له يـا مـال أمـك هابـل

متى حسبت على الأفيـح تعقـل
بدَيمومة ٍ، ما إن تكادُ ترى بهـا

من الظمأ الكوم الجـلاود تنـول
تنكـر آيـات البـلاد لمـالـك

وأيقن أن لا شيء فيهـا يقـول


قال الحطيئة لعمر بن الخطاب
كنا نأتم في الحرب بشعره:
أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدثني عمر بن شبة قال: بلغني أن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه قال للحطيئة: كيف كنتم في حربكم؟ قال: كنا ألف حازم، قال: وكيف؟ قال: كان
فينا قيس بن زهير وكان حازماً وكنا لا نعصيه، وكنا نقدم إقدام عنترة، ونأتم بشعر عروة بن الورد،
وننقاد لأمر الربيع بن زياد.

سبي ليلى بنت شعواء ثم اختارت أهلها فقال شعراً:

وقال ابن الأعرابي في هذه الرواية أيضاً: كان عروة قد سبى امرأة من بني هلال
بن عامر بن صعصعة يقال لها: ليلى بنت شعواء، فمكثت عنده زماناً وهي معجبة له تريه أنها تحبه، ثم
استزارته أهلها فحملها حتى أتاهم بها، فلما أراد الرجوع أبت أن ترجع معه، وتوعده قومها بالقتل فانصرف عنهم،
وأقبل عليها فقال لها: يا ليلى، خبري صواحبك عني كيف أنا؛ فقالت: ما أرى لك عقلاً!
أتراني قد اخترت عليك وتقول: خبري عني! فقال في ذلك:

تحن إلى ليلى بجـو بـلادهـا
وأنت عليها بالملا كنت أقـدر

وكيف ترجيها وقد حيل دونهـا
وقد جاوزت حياً بتيماء منكرا

لعلك يوماً أن تسـري نـدامة
علي بما جشمتني يوم غضورا

وهي طويلة. قال: ثم إن بني عامر أخذوا امرأة من بني عبس ثم من بني سكين
يقال لها أسماء، فما لبثت عندهم إلا يوماً حتى استنقذها قومها؛ فبلغ عروة أن عامر بن الطفيل فخر
بذلك وذكر أخذه إياها، فقال عروة يعيرهم بأخذه ليلى بنت شعواء الهلالية:

إن تأخذوا أسماء موقـف سـاعةٍ
فمأخذ ليلى وهي عذراء أعجب

لبسنا زماناً حسنها وشـبـابـهـا
وردت إلى شعواء والرأس أشيب

كمأخذنا حسناء كرهاً ودمعـهـا
غداة اللوي معصوية يتصـبـب

مثل هذا الصعلوك المغامر الجريء حتى لو مات تظل ذكراه خالدة المحامد ،
وهكذا كان عروة بن الورد .
وهذه قصيدة ( أفي ناب :

أفي نـاب ٍ منحناهـا فقيـرا
ًله بطنابنـا طنـبٌ مُصيـتُ

وفضلة سمنةٍ ذهبـت إليـهِ
وأكثر حقـهِ مـا لا يفـوتُ

تبيتُ على المرافقِ ، أم وهبٍ
وقد نام العيونُ لهـا كتيـتُ

فـإنّ حمِيّتنـا أبـداً حـرامٌ
وليس لجارِ منزلنـا حَميـتُ

وربُتَ شبعةٍ آثـرتُ فيهايـداً
جـاءت تُغِيـرُ لهـا هَتيـتُ

يقولُ الحـقُ مطلبُـهُ جَميـلٌ
وقد طلبوا إليكَ فلـم يقيتـوا

فقلت ألا أحيَ وأنـت حـرٌ
ستشبعُ في حياتك أو تمـوتُ

إذا مـا فاتنـي لـم أستقلـهُ
حياتي والملائِـم لا تفـوت

وقد علمت سليْمـى أن رأيٌ
ورأي البخلِ مختلفٌ شتيـتُ

وأني لا يريني البخـل رأيٌ
سواءٌ إن عطشتُ وإن رويتُ

وأني حين تشتجر العوالـي
حوالي اللبِّ ذو رأيٍ زَميتُ

وأكفي ما علمت بفضلِ علـمٍ
وأسألُ ذا البيـانِ إذا عميـتُ


وهذه قصيدة : أيا راكِباً! إمّا عرَضتَ، فبلّغَنْ

أيا راكِباً! إمّا عرَضتَ، فبلّغَنْ
بني ناشب عني ومن يتنشب

آكلكم مختار دار يحلها
وتاركُ هُدْمٍ ليس عنها مُذنَّبُ

وابلغ بني عوذ بن زيد رسالة ً
بآية ِ ما إن يَقصِبونيَ يكذِبوا

فإن شِئتمُ عني نَهيتُم سَفيهَكم
وقال له ذو حلمكم أين تذهب

وإن شئتمُ حاربتُموني إلى مَدًى
فيَجهَدُكم شأوُ الكِظاظِ المغرّبُ

فيلحق بالخيرات من كان أهلها
وتعلم عبس رأس من يتصوب

توفي عروة بن الورد سنة 596 للميلاد

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
درس الصعاليك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ورقة عمل عن درس من شعر الصعاليك
» تقرير عن الصعاليك
» حل درس شعر الصعاليك+شرح الابيات
» ورقة عمل عن شعر الصعاليك
» شرح وتحليل من شعر الصعاليك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدرسة ابن خلدون الخاصة  :: الفئة الأولى :: أوراق عمل الحادي عشر-
انتقل الى: