الفصل الثالث
اسم الموصول
لفظ يدل على معين بواسطة جملة تذكر بعده تسمى صلة الموصول ، مشتملة على ضميره .
204 ـ نحو قوله تعالى : { الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب } 1 .
205 ـ وقوله تعالى : { الذين هم على صلاتهم دائمون } 2 .
206 ـ وقوله تعالى : { اللاتي دخلتن بهن } 3 .
أنواعه :
ينقسم اسم الموصول إلى نوعين : ـ
موصول اسمي ، وموصول حرفي .
أولا ـ الموصول الاسمي :
أقسامه : ينقسم الموصول الاسمي إلى قسمين :
اسم موصول مختص ، واسم موصول مشترك .
1 ـ اسم الموصول المختص :
كل اسم موصول يختص بنوع معين سواء أكان مفردا ، أو مثنى ، أو جمعا ، مذكرا ، أو مؤنثا ، وألفاظه هي :
الذي ، التي ، اللذان ، اللتان ، اللذين ، اللتين ، الذين ، الألى ، اللاتي ، اللائي .
2 ـ اسم الموصول المشترك :
كل اسم موصول يشترك فيه جميع الأنواع المفردة ، والمثناة ، والمجموعة ، والمذكرة ، والمؤنثة ، ولكن يمكن التوصل إلى المقصود منه بوساطة القرينة ، أو الضمير العائد عليه ، حيث اشترطوا
ــــــــــ
1 ـ1 الكهف . 2 ـ 23 المعارج .
3 ـ 23 النساء .
فيه أن يطابق اللفظ والمعنى . والأسماء الموصولة المشتركة هي : من ، ما ، أي ، أل ، ذا .
ولزيادة توضيح أسماء الموصول ومعانيها من خلال القرآن الكريم انظر التالي :
أولا ـ اسم الموصول الخاص
المذكر : اسم الموصول المفرد : الذي . نحو :
207 ـ قوله تعالى : { اقرأ باسم ربك الذي خلق }1 العلق .
وقوله تعالى : { إلا الذي فطرني فإنه سيهدين } 27 الزخرف .
وقوله تعالى : { الذي جمع مالا وعدده } 2 الهمزة .
وقوله تعالى : { الحمد لله الذي له ما في السموات والأرض }1 سبأ .
المثنى المرفوع : اللذان ، نحو :
209 ـ قوله تعالى : { واللذان يأتينها منكم }15 النساء .
المثنى المنصوب : اللذين ، نحو :
210 ـ قوله تعالى : { ربنا أرنا اللذين أضلانا }29 فصلت .
الجمع : الذين ، نحو :
211 ـ قوله تعالى : { الذين ينفقون في السراء والضراء } 134 آل عمران .
وقوله تعالى : { الذين يرقون الفردوس }11 المؤمنون .
وقوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا }32 البقرة
وقوله تعالى : { وقال الذين كفروا }43 سبأ .
الجمع : الأولى ، نحو : جاء الألى فازوا .
المؤنث : اسم الموصول المفرد : التي : نحو :
208 ـ قال تعالى : { التي لم يخلق مثلها في البلاد }8 الفجر .
قال تعالى : { واتقوا النار التي أعدت للكافرين }131 آل عمران .
قال تعالى : { كالتي نقضت غزلها }92 النحل .
اللتان : جاءت اللتان تنظفان البيت .
اللتين : كافأت اللتين تفوقتا .
اللاتي : 212 ـ نحو قوله تعالى : { اللاتي هاجرن معك }50 الأحزاب .
وقوله تعالى : { وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم }78 النحل .
وقوله تعالى : { واللاتي تخافون نشوزهن }33 النساء .
وقوله تعالى : { واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم } 15 النساء .
اللائي : 213 ـ نحو قوله تعالى : { واللائي يئسن من المحيض }4 الطلاق .
وقوله : { إن أمهاتهم اللائي ولدنهم }2 المجادلة .
وقوله تعالى : { اللائي تضاهرون منهن } 4 الأحزاب .
ثانيا ـ اسم الموصول المشترك
المذكر : من ، نحو : قوله تعالى :
214 ـ { وأما من أوتي كتابه بشماله }25 الحاقة .
وقوله تعالى : { ومنكم من يُتَوفى من قبل } 5 الحج .
( ألم يصدون عن سبيل الله من آمن )99 آل عمران .
{ لآمن من في الأرض كلهم }99 يونس .
{ إلا من تاب وآمن }70 الفرقان .
ما ، نحو : 216 ـ { ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل }27 البقرة .
{ لا علم لنا إلا ما علمتنا }32 البقرة .
{ وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون }24 آل عمران .
{ فإن لكم ما سألتم }61 البقرة .
أل ، نحو : 217 ـ { ولا يفلح الساحر حيث أتى }69 طه .
{ وقليل من عبادي الشكور }13 سبأ .
{ والمقيمي الصلاة }35 الحج . { وما كان من المشركين }67 آل عمران .
أي ، نحو : 218 ـ { فأي الفريقين أحق بالأمن }81 الأنعام .
220 ـ { أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى }110 الإسراء ..
{ أيهم يكفل مريم } 43 آل عمران .
ذا ، نحو : 221 ـ { يسألونك ما ذا أحل لهم }5 المائدة .
{ ماذا أراد الله بهذا مثلا }26 البقرة .
222 ـ { من ذا الذي يعصمكم } 17 الأحزاب
{ من ذا الذي يشفع عنده } 255 البقرة .
المؤنث : من ، نحو : 215 ـ { ومن يقنت منكن لله ورسوله }31 الأحزاب .
ما ، نحو : أعجبتني القصة بما فيها من حوادث .
أل ، نحو : حضر الكاتبة إلى المحكمة .
أية : أكرمت أيتهم حضرت .
ذا : ماذا أعددت من طعام .
يتضح من أولا : أن أسماء الموصول الخاصة سبعة ألفاظ هي : الذي للمفرد المذكر ، سواء أكان عاقلا أم غير عاقل ، واللذان واللذين للمثنى المذكر رفعا ، ونصبا ، والذين لجمع المذكر العاقل ، والتي للمفردة المؤنثة عاقلة وغير عاقلة ، واللتان واللتين للمثنى المؤنثة ، واللاتي واللاواتي واللائي لجمع المؤنث ، والألى لجمع المذكر والمؤنث .
ويتضح من ثانيا : أن أسماء الموصول المشتركة ، ومعانيها
كالتالي : من للعاقل ، وما لغير العاقل ، وأي عامة للعاقل وغير العاقل ، وتؤنث على " أية " ، وتكون مبنية على الضم إذا أضيفت إلى معرفة ، وحذف الضمير الواقع صدر جملتها ، وسنتعرض لها بالتفصيل في موضعه ، وذا للعاقل وغير العاقل ، وتكون اسما موصولا إذا وقعت بعد من ، أو ما الاستفهاميتين ، وأل للعاقل وغير العاقل ، وتكون اسما موصولا إذا دخلت على صفة صريحة ، كاسم الفاعل ، واسم المفعول ، وصيغ المبالغة .
شروط وأحكام بعض أسماء الموصول :
هناك بعض أسماء الموصول مما ذكرنا آنفا لا بد أن يتوفر فيه بعض الشروط ، والأحكام ليكون اسما موصولا ، ولتميزه عن غيره من الألفاظ الأخرى التي تتشابه معه ، وسنوضح ذلك بالتفصيل .
أولا ـ من ، وما :
1 ـ اسما موصول ، الأول يدل على العاقل ، والثاني لغير العاقل .
223 ـ نحو قوله تعالى : { والله يؤتي ملكه من يشاء }1 .
224 ـ وقوله تعالى : { ما عندكم ينفذ وما عند الله باق }2 .
2 ـ تأتي من ، وما اسما استفهام .
نحو قوله تعالى : { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا }3 .
وقوله تعالى : ( ما منعك ألا تسجد )4 . وقوله تعالى :{ يسألونك ما ذا ينفقون }5.
3 ـ وتأتي من وما اسما شرط .
كقوله تعالى : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره }6 .
وقوله تعالى : { ومن يفعل ذلك يلق أثاما }7 .
وقوله تعالى : { وما يفعلوا من خير فلن يكفروه }8 .
وقوله تعالى : { وما تنفقوا من خير فلأنفسكم }9 .
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ 247 البقرة . 2 ـ 96 النحل .
3 ـ 245 البقرة . 4 ـ 12 الأعراف .
5 ـ 215 البقرة . 6 ـ 7 الزلزلة .
7 ـ 68 الفرقان . 8 ـ 115 آل عمران .
9 ـ 272 البقرة .
ثانيا ـ أي ، ولها عدة أحكام كالتالي :
1 ـ تأتي موصولة كما في الأمثلة التي وردت عنها ، ومن شروطها أن يكون
عاملها مستقبلا ، ومتقدما عليها ، وأن تضاف لفظا ومعنى معا ، أو تضاف معنى فقط إذا حذف المضاف إليه بقرينة ، كما أنها تعرب ، أو تبنى ، فهي تبنى في حالة واحدة ، وذلك إذا أضيفت ، وكانت صلتها جملة اسمية صدرها ـ وهو المبتدأ ـ ضمير محذوف . نحو : أقدر من الطلاب أيهم مؤدب .
ونحو : يكافأ من الطلاب أيهم متفوق . والتقدير : هو مؤدب ، وهو متفوق .
225 ـ ومنه قوله تعالى : { ثم لننزِعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا }1 . وقوله تعالى : { أيكم أحسن عملا }2 . وقوله تعالى : { أيهم أحسن عملا }3 .
أما إذا لم يتحقق فيها شرط من شروط البناء حينئذ يجب إعرابها ، وذلك في الحالات التالية :
أ ـ إذا كانت مضافة وصلتها جملة اسمية يكون صدرها المبتدأ " ضمير " مذكور في الجملة .
نحو : كافأت من الطلاب أيهم هو مجتهد .
ب ـ إذا كانت مضافة ، وصدر صلتها اسم ظاهر ، يجب إعرابها .
نحو : هل زرت أيهم محمد مكرمه .
أو إذا كان صدر صلتها فعلا ظاهرا . نحو : سنجزل العطاء لأيهم يأتي أولا .
226 ـ ومنه قوله تعالى : { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }4 .
وكذلك إذا كان صدر صلتها فعلا مقدرا .
نحو : سنجزل العطاء لأيهم في المعركة . والتقدير : ليهم كان في المعركة .
ج ـ إذا كانت غير مضافة ، وصلتها جملة اسمية ، يكون صدرها الضمير
ـــــــــــــ
1 ـ 69 مريم . 2 ـ 7 هود .
3 ـ 7 الكهف . 4 ـ 227 الشعراء .
المذكور في الكلام . نحو : سيفوز أيٌّ هو مجتهد .
وسنعاقب أيّا هو مقصر . ومررت بأيٍّ هو صالح .
د ـ إذا كانت غير مضافة ، وصلتها جملة اسمية لم يذكر صدرها وهو الضمير .
نحو : سيفوز بالجائزة أيُّ مجتهد . وسنكافئ أيَّ مجتهد ، وسنعتني بأيِّ مجتهد .
2 ـ تأتي أي اسم شرط جازم . نحو : أيُّ كاتب تقرأه تستفد منه .
أيَّ خير تفعل تجده عند الله .
3 ـ تأتي اسم استفهام وتكون معربة كغيرها من الأسماء .
نحو : أيُّ كتاب هذا ؟ ، وبأيِّ قلم تكتب ؟ ،
227 ـ ومنه قوله تعالى : { فبأي حديث بعده يؤمنون }1 .
وقوله تعالى : ( فأي الفريقين أحق بالأمن }2 .
وقوله تعالى : { من أي شيء خلقه }3 .
4 ـ تأتي أي وصلة لنداء المعرف بأل .
نحو قوله تعالى : { يا أيها الملأ افتوني }4 .
وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا } 5 .
228 ـ وقوله تعالى : { يا أيتها النفس المطمئنة } 6 .
5 ـ تأتي نعتا يدل على بلوغ الغاية في المدح أو الذم .
مثال المدح قولهم : المتنبي شاعر أيُّ شاعر .
ومثال الذم : بئس الخلق الخيانة أيُّ خيانة .
ومنه قولهم : احترسنا من خائن أيِّ خائن .
6 ـ وقد تأتي حالا بعد اسم معرف تدل على بلوغ الغاية في المدح أو الذم .
كأن تقول : لقد استمعت إلى محمد أيَّ خطيب .
ــــــــــــ
1 ـ 50 المرسلات . 2 ـ 81 الأنعام .
3 ـ 18 عبس . 4 ـ 43 يوسف .
5 ـ 27 الأنفال . 6 ـ 27 الفجر .
ثالثا ـ أل ، اسم موصول للعاقل وغير العاقل ، كما أوضحنا في أمثلة سابقة ، وتأتي مفردة ، وغير مفردة ، ويشترط فيها لتكون اسما موصولا أن تخل على صفة صريحة " صفة مشبهة " كاسم الفاعل ، واسم المفعول ، وصيغ المبالغة ، ومع أن " أل " الموصولة تعتبر كلمة مستقلة إلا أن الإعراب لا يظهر عليها ، وإنما يظهر على الصفة الصريحة المتصلة بها ، والتي تعرب مع مرفوعها صلة لها . نحو : كرمت المدرسة الفائز في المسابقة .
رابعا ـ ذا ، اسم موصول للعاقل وغير العاقل ، مفردا ، وغير مفرد .
نحو قوله تعالى : { من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا }1 .
ويشترط في " ذا " الموصولة أن تسبق بمن ، أو ما الاستفهاميتين ، كما يجب أن تكون كلمة " من " ، أو " ما " مستقلة بلفظها ، وبمعناها ، وهو الاستفهام غالبا . بحيث لا تركب مع ذا تركيبا يجعلهما معا بمثابة الكلمة الواحد في إعرابها ، كأن نقول : ما ذا عطارد ؟ ، أو : من ذا النائم ؟ فأن كلمة ما ذا ، أو من ذا في المثالين السابقين كلها اسم استفهام ، وفي هذه الحالة تكون " ذا " ملغاة ، لأن تركيبها مع " ما " ، أو " من " الاستفهاميتين قد جعلها بمثابة الكلمة الواحدة .
وقد تأتي " ذا " اسم إشارة ، وحينئذ لا تصلح أن تكون اسم موصول لعدم وجود الصلة بعدها ، لأنها تكون قد دخلت على مفرد .
نحو : ما ذا الكتاب ؟ ، ومن ذا الشاعر .
ويكون المقصود بذلك : ما هذا الكتاب ؟ ، وما هذا الشاعر ؟
صلة الموصول والعائد :
تأتي صلة الموصول لأسماء الموصول الاسمي جملة ، أو شبه جملة جار ومجرور ، أو ظرف ، ما عدا " أل " الموصولة فلا تحتاج إلى صلة .
ـــــــــــ
1 ـ 245 البقرة .
ويشترط في جملة الصلة سواء أكانت اسمية ، أو فعلية ثلاثة شروط هي : ـ
1 ـ أن تكون جملة صلة الموصول خبرية ، ولا تأتي طلبية ، ولا إنشائية .
فلا يصح أن نقول : جاءني الذي اضربْه ، ولا جاءني الذي ليته قائم .
2 ـ أن تكون خالية من معنى التعجب .
فلا يصح أن نقول : جاءني الذي ما أحسنه .
3 ـ ألاّ تكون مفتقرة إلى كلام قبلها ، وأن تكون مشتملة على ضمير يعود على اسم الموصول . فلا يصح أن نقول : جاءني الذي لكنه قائم .
ويشترط في شبه جملة الصلة بنوعيها أن تكون تامة ، أي : أن يكون للوصل بها فائدة . نحو : أكرمت الذي في بيتك ، وأحسنت إلى الذي عندك .
فالعامل في شبه الجملة في المثالين السابقين أفعال محذوفة وجوبا تقديرها استقر .
وأما " أل " الموصولة فلا تكون إلا مع الصفة الصريحة ، وهي اسم الفاعل ، واسم المفعول ، وصيغ المبالغة ، وبذلك تكون صلة " أل " هي الفصة وعمولها .
العائد : ـ
هو الضمير الذي يعود على الموصول ، ويربط بينه ، وبين جملة الصلة ، ويكون مذكورا في الجملة ، وقد يكون مقدرا .
فمثال العائد المذكور : جاء الذي هو عون لكم .
سررت من الذين كافأتهم .
واستمعت إلى الذين استمعت إليهم .
ويلاحظ من الأمثلة السابقة أن العائد هو الضمير البارز الذي ذكر في جملة الصلة ، ويعرب حسب موقع من الكلام ، فقد يأتي مرفوعا كما في المثال الأول لأنه مبتدأ ، وعون خبره ، وقد يأتي منصوبا كما في المثال الثاني حيث وقع مفعولا به للفعل كافأ ، وقد يأتي مجرورا بحرف الجر كما في المثال الثالث .
وقد يحذف العائد كما ذكرنا آنفا إذا أمن اللبس ، ويتحقق أمن اللبس بألا يكون الجزء الباقي بعده صالحا للصلة .
فإذا قلنا : جاء الذي هو أخوه متفوق .
أو : جاءت التي أختها تتفوق .
أو : سلمت على الذي هو عندك ، أو : هو في منزلك .
ففي كل الأمثلة السابقة لا يجوز حذف العائد ، لأنه إذا حذفته ما يتبقى من الجملة بعد حذفه يكون صالحا للصلة ، ولا يعلم من الكلام ما إذا كان هناك حذف ، أم لا ، وبذلك لا يجوز أن نقول : جاء الذي أخوه متفوق .
أو : جاءت التي أختها تتفوق . أو : سلمت على الذي عنك ، أو : في منزلك .
وعدم جواز الحذف إذا لم يؤمن اللبس ينطبق على جميع أسماء الموصول ، بما في ذلك " أي " الموصولة .
فإذا قلت : يسرني أيهم هو متفوق .
فلا يجوز حذف الضمير " هو " ، لأن الكلام يتم بدونه ، إذا حذف ، ولم يعلم فيما إذا كان هناك ضمير محذوف أم لا .
ولا يجوز حذف الضمير ، إذا كانت الجملة بعده تصلح للصلة ، كما ذكرنا ذلك سابقا ، سواء أكان الضمير في حالة الرفع ، أو النصب ، أو الجر .
أما الحالات التي يجوز فيها حذف العائد فهي كالتالي : ـ
أولا ـ إذا كان العائد في حالة الرفع فلا يجوز حذفه إلا بشرطين هما :
أ ـ أن تكون جملة الصلة اسمية ، والعائد فيها هو المبتدأ .
ب ـ أن يكون خبره مفردا ، ففي هذه الحالة يجوز الحذف ، لأن الخبر المفرد لا يصلح أن يكون صلة للموصول ، إذا حذف المبتدأ .
كقوله تعالى : { وهو الذي في السماء إله }1 ، وقوله تعالى { أيكم أحسن عملا }2
فقد تم حذف الضمير في كل من الآيتين السابقتين لأنه وقع مبتدأ ، وخبره مفرد لا
ـــــــــــــــــ
1 ـ 84 الزخرف . 2 ـ 7 هود .
يصلح أن يكون صلة للموصول بعد حذف المبتدأ ، والتقدير في الآية الأولى : وهو الذي في السماء إله . وفي الآية الثانية : أيكم هو أحسن عملا .
ثانيا ـ إذا كان العائد في حالة النصب ، فلا يجوز حذفه إلا بشروط ثلاثة من غير الشرط العام الذي ذكرناه أنفا في الحديث عن الحذف .
أ ـ أن يكون ضميرا متصلا .
ب ـ أن يكون العامل فيه فعلا تاما، أو وصفا تاما .
ج ـ أن يكون الوصف التام لغير صلة " أل " الموصولة التي يعود عليها الضمير.
نحو : حضر الذي كافأته . ووصل الذي أنا معطيكه جائزة .
ومنه قولهم : أشكرك الله على ما هو موليكه .
ففي الأمثلة السابقة يجوز حذف الضمير المنصوب في " كافأته ، ومعطيكه ، وموليكه " . فنقول : حضر الذي كافأت . ووصل الذي أنا معطيك جائزة ، وأشكر الله على ما هو موليك .
228 ـ ومنه قوله تعالى : { ذرني وما خلقت وحيدا }1 .
وقوله تعالى : { أهذا الذي بعث الله رسولا}2 .
وقوله تعالى : { الذين يعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا }3 .
ثالثا ـ إذا كان العائد ضميرا في محل جر ، فيكون جره أما بالإضافة ، أو بحرف الجر .
أ ـ إذا كان العائد في محل جر بالإضافة ، يجوز حذفه إذا كان المضاف إليه اسم فاعل أو اسم مفعول ، وكلاهما للحال أو الاستقبال . نحو : جاء الذي أنا مكرمه .
فيجوز حذف الضمير في مكرمه ونقول : جاء الذي أنا مكرمٌ .
ب ـ وإذا كان العائد في محل جر بحرف الجر ، يجوز حذفه إذا دخل على اسم الموصول حرف جر مثله لفظا ، ومعنى .